كيف تتواصل مع بلدية جديدة؟ توفيق (40 سنة): "أنت بحاجة إلى شخص يفتح لك أبواب المجتمع الهولندي".

وجد توفيق (40 عامًا)، من سوريا، صعوبةً في البداية في التواصل مع الناس في هولندا. "رأيتُ الناس في الشارع والسوق، لكنني لم أكن أعرف أحدًا، ولم أكن أجيد اللغة الهولندية. أنا اجتماعيٌّ جدًا، ولا أريد أن أشعر بالوحدة. كان السؤال: كيف أكوّن صداقاتٍ وأبني شبكةً من المعارف؟"

وجد توفيق صعوبة في التعرف على الناس. "كان ذلك تحديًا. أنت بحاجة إلى من يفتح لك أبواب المجتمع الهولندي. بالنسبة لي، كان ذلك الشخص هو جاري. بنيتُ الآن حياة اجتماعية، وهذا يُسعدني."

يوجد في كل حي تقريبًا في هولندا مركز مجتمعي (مركز الحي)، وتُقام فيه غالبًا أنشطة مخصصة لسكان المنطقة، مثل دروس اللغة، وجبات العشاء، أو أمسيات الألعاب. توفيق: "اصطحبتني جارتي إلى مركز الحي. الأجواء هناك دافئة وممتعة. أعرف الآن تقريبًا جميع من في حيي. أحيانًا نلعب لعبةً معًا أو نعدّ طعامًا شهيًا. إنهم يعشقون الطعام السوري! كما يمكنك أن تحصل على المساعدة هناك إذا كان عليك إنجاز أمرٍ ما أو لم تكن تعرف كيف تبدأ به. ونتحدث معًا أيضًا عن التغييرات التي تحدث في الحي."

عندما تنتقل للعيش في مكان جديد، يُعد التعرّف على الجيران أمرًا طبيعيًا في هولندا. يقول محمد (35 عامًا) من إيران: "في إحدى المرات، كان عليّ أن أضع رسائل في صناديق بريد الجيران، لكنني لم أكن أعلم أن ذلك أمر عادي. لذلك، قرعتُ الجرس أولًا، ثم بدأت بالتحية عند الباب. ومن هناك بدأ التواصل. بعد ذلك، تلقيتُ دعوة لتناول القهوة، وبالطبع مع قطعة بسكويت! هذا أمر شائع جدًا في هولندا. أحيانًا تبقى لفترة قصيرة، وأحيانًا تصبحون أصدقاء حقيقيين."

تلقى زكي (33 عامًا) من سوريا مساعدة من منظمة VluchtelingenWerk Nederland خلال أشهره الأولى في هولندا. يقول: "عندما أتيتُ للسكن في بلديتي، تلقيتُ الكثير من المعلومات من المنظمة حول كيفية بناء العلاقات الاجتماعية. فهم يعرفون البلدية جيدًا، وغالبًا ما يكونون على دراية بالأنشطة الموجودة في قريتك أو حيّك. نصائحهم مفيدة جدًا."

كانت إحدى أولى النصائح: اذهب إلى المكتبة. يقول زكي: "تمكنت من أن أصبح عضوًا مجانًا. كانوا ينظمون مجموعات لتعلم اللغة، وقد حصلتُ على مدربة لغة. كان ذلك أول تواصل حقيقي لي. ساعدتني مدربتي في تعلم اللغة والتعرّف على البلدية. ذهبنا معًا إلى المهرجانات والمتاجر، وحتى إلى الحلاق. ومن خلالها تعلّمتُ كيف يمكن لقاء الناس بطريقة طبيعية. كما أخبرتني الكثير عن الثقافة الهولندية، مثل الأعياد الوطنية. ذهبنا معًا إلى احتفال الخامس من مايو، وكان ذلك رائعًا."

يساعدك رفيق اللغة على ممارسة اللغة الهولندية من خلال الحديث عن الحياة اليومية. يروي توفيق بحماس: "كان رفيق اللغة الخاص بي ودودًا ونشيطًا جدًا. أصبحت مهاراتي في المحادثة أفضل بكثير، وتعرّفتُ من خلاله على أشخاص آخرين. كنا نذهب معًا إلى أنشطة مثل المباريات الرياضية أو زيارة حديقة الحيوان. وقد أراني المناطق المحيطة وحدثني عن العادات الهولندية."

يمكنك أحيانا التواصل عبر الإنترنت. على سبيل المثال، إذا كنت بحاجة إلى مساعدة في عمل أو ترغب فقط في التحدث مع شخص ما. عمر (33 عامًا) من سورية: "في البداية، لم أكن أستطيع القيام بكل شيء بنفسي. كنت بحاجة إلى مساعدة في أمور مثل كتابة رسالة أو العمل في الحديقة. من خلال مواقع مثل NLvoorelkaar.nl

يقول توفيق إن هناك طرقًا عديدة للتواصل في بلديتك الجديدة. "ليس عليك القيام بكل شيء دفعةً واحدة. قل "مرحبا" لجارك، أو اذهب إلى المكتبة لعامة، أو اشترك في نشاط ما. ستلاحظ أن الناس غالبًا ما يكونون ودودين ويريدون التعرف عليك."