المصدر: RefugeeHelp
مهم
الخبرات

هرب عمر من سوريا إلى هولندا في عام 2015: "النجاح يبدأ بالخسارة، والرغبة أفضل من القدرة".

تم التحديث لآخر مرة: 9‏/9‏/2025، 10:19 ص

في عام 2015، اضطر عمر لمغادرة وطنه سورية بسبب الحرب. وكان يدرس في سنته الأخيرة في الهندسة الميكانيكية بجامعة دمشق. كانت فترته الأولى في هولندا صعبة للغاية. لكن بعد عشر سنوات، يستذكر عمر تلك الفترة بفخر: "لم يكن الطريق سهلاً، لكنني حققت الكثير".

بداية جديدة في هولندا

"كنتُ في AZC. تركتُ كل ما بنيتُه في سوريا: خطيبتي، دراستي، وأحلامي" يقول عمر. كان الفقدان جزءًا من حياتي، وكان الإحباط يسيطر على كل شيء. لم أكن أعرف من أين أبدأ أو كيف أجد طريقي. حلمتُ بقليل من الاستقرار، بعيدًا عن الحرب. أردتُ منزلًا، وأن أتعلم اللغة الهولندية، وأن أُكمل دراستي.

يقف عمر على ضفاف نهر ماس في روتردام، حيث بسكن الآن. وهو يتأمل سنواته الأولى في هولندا ويقول: "ليست لديّ موهبة في اللغات. أنا أفضل بكثير في الرياضيات والتصميم. لذلك كان تعلم اللغة الهولندية صعبًا، لكنني ثابرت وحصلت على شهادة اللغة. بعد ذلك، تمكنت من المضي قدمًا بعد ذلك وبدأت أبحث عن مكان لمواصلة دراستي. أحب الهندسة الميكانيكية، إنها شغفي الحقيقي."

"أحيانًا لا تسير الأمور كما تريد، ولكن هناك دائمًا أمل"

لم يكن إكمال دراسته أمرًا سهلاً على عمر. وقد أرسل شهاداته إلى المعهد العالي لاهاي، آملًا في مواصلة دراسته في الهندسة الميكانيكية هناك. لكن المعهد أخبره أنه عليه البدء من جديد في السنة الأولى. يقول عمر: "صُدمتُ، هذا يعني أنني سأخسر خمس سنوات دراسية".

عندما لم يؤد حديثه مع المرشد الطلابي إلى نتيجة، قرر عمر تغيير مساره. وأراد أن يصبح مُعلّمًا. كان بارعًا في الرياضيات. بعد 3 سنوات من الدراسة، أصبح بإمكانه أن يصبح مُعلّمًا: "تركتُ شغفي وأحلامي جانبًا، ونظرتُ إلى الواقع".

قبيل بدء دراسته الجديدة، تلقى عمر فجأةً رسالة بريد إلكتروني من المعهد العالي لاهاي. تمت مراجعة شهاداته وسُمح له بمواصلة دراسته. ولم يتبقَّ له سوى عامين ونصف، ولن ييدأ من جديد تماما. يقول عمر مبتسمًا: "كنت سعيدًا جدًا ذلك اليوم، ولم أستطع النوم".

في بلد جديد تحتاج إلى مساعدة

بناء حياة جديدة ليس بالأمر السهل، خاصةً في بلدٍ يختلف فيه كل شيء وتسري فيه قواعد كثيرة. لاحظ عمر أنه بحاجة إلى الدعم في كل خطوة: يقول عمر: "في سنتي الأولى، درستُ بدوام كامل. وفي سنتي الثانية، اضطررتُ إلى التدريب في شركة. نصحني موجهي في المدرسة بالدراسة والعمل في آنٍ واحد".

اتضح أن تلك النصيحة كانت جيدة: " كلف الأم الكثير من المشقة، لكن ذلك جعل الدراسة ممتعة أكثر. استطعت تطبيق ما درسته سابقا في عملي."

تصبح التحديات أكبر كلما حصلت على المزيد من المهام

عندما بدأ عمر العمل، وجد أن التحديات ازدادت: "كنت قد تعلمت اللغة بشكل عام، لكن خلال دراستي وعملي، أصبحت الأمور أكثر صعوبة. كان عليّ تعلم المصطلحات التقنية والمصطلحات المتخصصة."

بالنسبة لعمر، لعب مرشده دورًا مهما خلال دراسته. "كلما شعرتُ بالتعب أو الإحباط، كنتُ أتذكر كلماته دائمًا. كان يشجعني. لم أُرِد أن أُخيّب آماله؛ أردتُ أن يكون فخورًا بي."

تلقى عمر أيضًا الدعم في وظيفته الجديدة. يقول عمر: "كان مديري صبورا دائمًا. وقال لي: أنت ذكي وتحب عملك. أرى شغفك بالتعلم والتطوير. أنت ترغب في التقدم، والرغبة في ذلك أفضل من القدرة على تحقيقه".

منحت هذه الكلمات عمر القوة. "لقد أثرت بي حقًا. حفّزني ذلك على الدراسة بجدّ أكبر. كان مديري يجيب على أسئلتي دائمًا، ولا يخفي أي معلومات. هذا سمح لي بالمزج بين دراستي وعملي بشكل جيد."

بعد عامين ونصف من الدراسة والعمل، تخرج عمر. وهو يقول بفخر: "تخرجت وحصلت على عقد عمل دائم. لم يكن الطريق سهلاً، لكنني حققت الكثير. بعد انتهاء عقدي، تمكنت أخيرًا من إحضار خطيبتي إلى هولندا، بعد أن كانت تنتظرني منذ خمس سنوات".

"إن تحقيق الأهداف ليس نهاية الرحلة"

بعد عام من العمل، قرر عمر أن الخطوة التالية قد حانت: تأسيس شركته الخاصة. "كانت الوظيفة جيدة، لكن طموحاتي كانت أكبر". أجرى بحثًا مكثفًا، ووضع خطة، ودرس بعناية احتياجات سوق العمل. "كان الأمر صعبًا في البداية، لكن شيئًا فشيئًا، أصبح اسمي معروفًا أكثر في مجالي".

بالنسبة لعمر، لم يكن التخرج والعمل المستقل نهاية المطاف. وهو يوضح قائلاً: "العالم في تغير وتطور مستمر، لذا عليك مواصلة التعلم وتطوير نفسك". لهذا السبب فقد التحق بدورة أخرى وشارك في تدريبات متنوعة.

يقول عمر: "تأسيس شبكة معارف وإيجاد فرص عمل أمرٌ صعب، فأنا جديدٌ في هذا البلد، وليس لديّ الكثير من المعارف بعد. لكنني أبذل قصارى جهدي، وأُصرّ على ذلك. حلمي هو أن يكون لديّ مكتب استشارات هندسية خاص بي. يتطلب الأمر الكثير من العمل والتخطيط، لكنني أعلم أنني أستطيع تحقيقه لأني أحب مهنتي. بالعمل الجاد والصبر، حققتُ الكثير بالفعل، وسأواصل العمل لتحقيق المزيد من الأهداف."


هل ساعدتك هذه المعلومات؟